بعد ما قدمتي حياة جديدة إلى هذا العالم من خلال الولادة الطبيعية، حان الوقت لتحولي أهتمامك إلى نفسك وأعطاء نفسك بعض العناية والاهتمام. حيث أن الولادة تجربة رائعة، لكنها تؤثر على جسدك أيضاً. لذا نحن هنا لنوجهك خلال رحلة العناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية - من أهم روتينات إلى نصائح الاهتمام بالجسم، لذا أستعدي لمعرفة كيفية العناية نفسك بعد الولادة الطبيعية!
المقدمة: أهمية العناية بالجسم بعد الولادة
 |
| أهمية العناية بالجسم بعد الولادة |
الفترة بعد الولادة هي فترة صعبة للأمهات للتركيز على صحتهن البدنية والعاطفية والعقلية. حيث بعد هذه التجربة القوية، من المهم بالنسبة للمرأة أن تعطي لنفسها العناية أولوية لمساعدتها في الشفاء والتكيف من جديد. وكما نعلم أن العديد من الأمهات الجدد يميلون إلى وضع كل طاقتهن في العناية بالمولود الجديد وإهمال أنفسهم، ما قد يؤدي إلى عدم الراحة البدنية والإعياء وحتى اكتئاب.
- خلال فترة الحمل، يمر جسمك بالعديد من التغييرات أثناء الإستعداد للولادة. حيث تمتد عضلات الحوض خلال المخاض ما يجعلها ضعيفة ومتعبة. كما يمكن أن تتمزق أو يتم حدوث تشققات في منطقة الفرج أثناء الولادة، مما يتطلب خياطة
- كما تحدث اختلالات هرمونية خلال هذه الفترة كجزء من تعديل جسمك من حالة الحمل إلى مرحلة بعد الولادة. وتلعب هذه الهرمونات دوراً أساسياً في الرضاعة الطبيعية والإرتباط مع طفلك، لكنها يمكن أن تسبب أيضاً بظاهرة تسمى هوس المزاج والإعياء وعرق الليل وغيرها من أعراض عدم الراحة.
العناية بعد الولادة تساعد على التخفيف من هذه المشكلات من خلال تعزيز الشفاء وتخفيف الألم والوقاية من العدوى وتحسين استقرار المزاج وتعزيز إنتاج الحليب وزيادة اللياقة العامة. {alertSuccess}
ما التغييرات في الجسم بعد الولادة الطبيعية
 |
| التغييرات في الجسم بعد الولادة الطبيعية |
الولادة الطبيعية تجربة بدنية وعاطفية يمكن أن تحدث تغييرات كبيرة في جسمك. وأثناء مرحلة بعد الولادة، من المهم فهم هذه التغييرات للعناية بجسمك بشكل صحيح بعد الولادة. اليكي بعض أهم التغييرات الشائعة بعد الولادة الطبيعية:
- تمزق في المهبل أو تشقق في العانة: خلال المخاض، تتمتد منطقة الفرج بشكل كبير، وغالباً يؤدي ذلك إلى تمزق المهبل أو شق العانة (عملية جراحية لتوسيع فتحة المهبل). وفي هذه الحالة تسبب عدم الراحة والحساسية في المنطقة، ما يجعل الجلوس أو التحرك صعباً. لذا من المهم الحفاظ على نظافة تلك المنطقة.
- التورم: زيادة تدفق الدم خلال فترة الحمل يمكن أن تؤدي إلى تورم في أجزاء مختلفة من الجسم بما في ذلك القدمين والكاحلين واليدين والوجه. حيث بعد الولادة، قد يزداد هذا التورم بسبب إفراز السوائل من الأنسجة. ولتقليل هذا التورم، ارفعي ساقيكِ وقدميكِ كلما أمكنك ذلك وأرتدي ملابس فضفاضة لا تضيق على الدورة الدموية.
- أحتقان الثديين: خلال ساعات بعد الولادة ستنتج الثدييكِ اللبن المتخثر (أول شكل للبن الثدي). وخلال 2-4 أيام، من المتوقع أن تصبح الثديان محتقنتين ومؤلمتين بسبب زيادة إنتاج الحليب. ولتقليل الاحتقان والألم، أحرصي على رضاعة الطفل بشكل منتظم وتدليك الثديين بلطف أثناء الرضاعة لتحفيز تدفق الحليب.
1- التغييرات البدنية بعد الولادة
 |
| تغييرات بعد الولادة |
- ألم المهبل: من أكثر التغييرات الفسيولوجية شيوعاً بعد الولادة الطبيعية هو ألم أو عدم الراحة في المهبل. ويمكن أن يحدث هذا بسبب الشد والتمزق أثناء الولادة، فضلاً عن التغيرات الهرمونية المؤثرة على مرونة المهبل. ولتخفيف هذا الألم، يمكنك أستخدام الثلج، أو مسكنات الألم توصي بها طبيبتك.
- النزيف: ستعانين من نزيف مهبلي لعدة أسابيع بعد الولادة، يعرف باسم اللوكيا (LOCHEA). وهذا النزيف هو جزء طبيعي من الشفاء بعد الولادة، حيث يقوم جسمك بالتخلص من طبقة بطانة الرحم.
ملاحظة, قد يكون في البداية غزيراً لكنه يقل تدريجياً بمرور الوقت. وتأكدي من مراقبة النزيف واتصلي بطبيبتك إذا أصبح غزيراً أو استمرت لأكثر من ستة أسابيع. {alertError}
- تغييرات الثدي: سواء قررتي الرضاعة الطبيعية أو لم تقريري ، سيحدث هذل التغييرات في ثدييك بعد الولادة بسبب التقلبات الهرمونية. ولكن إذا قمتي بالرضاعة الطبيعية، قد تعانين من الاحتقان (تورم الثدي بسبب تجمع الحليب)، حيث أن هذه التغييرات مؤقتة وينبغي أن تختفي خلال بضعة أسابيع.
- عدم الراحة في الفرج: الفرج هو المنطقة بين المهبل والشرج التي غالباً ما تتمتد أثناء الولادة ما يسبب التشققات أو التمزقات والشعور بعدم الراحة. ولتقليل الألم يمكنك تجنب الجلوس لفترات طويلة، وتدليك المنطقة بزيت الخزامى أو الزيت العطري المرخص استخدامه أثناء فترة الحمل والولادة. كما ينصح بشرب السوائل كافية وتناول الطعام الصحي لدعم عملية الشفاء.
2- التغييرات الهرمونية بعد الولادة
التغييرات الهرمونية جزء لا مفر منه بعد الولادة. حيث خلال فترة الحمل، تخضع أجسامنا لتغييرات هرمونية كبيرة لدعم نمو وتطور الطفل. ولكن بعد الولادة، يجب على هذه الهرمونات العودة إلى مستوياتها الطبيعية مثل ما قبل الحمل، ما قد يؤدي إلى مجموعة من التغييرات الفسيولوجية والعاطفية. اليكي أهم هذه الهرمونات:
- هرمون الإستروجين. يساعد هذا الهرمون جسم المرأة على الاستعداد للمخاض والولادة من خلال تحفيز انقباضات الرحم وأرخاء أربطة الحوض. وبعد الولادة، تنخفض مستويات الإستروجين بشكل كبير، ما يسبب للعديد من النساء أعراض مثل جفاف المهبل والحرارة الزائدة وتقلب المزاج والإجهاد.
- هرمون البروجيستيرون. يلعب هذه الهرمون دوراً حيوياً في الحفاظ على الحمل الصحي عن طريق دعم نمو المشيمة ومنع الانقباضات التي يمكن أن تؤدي إلى مخاض مبكر. وبمجرد ولادتك، تنخفض مستويات البروجستيرون بسرعة، مما قد يساهم في هبوط مزاج بعد الولادة أو الاكتئاب لأنه يؤثر على منظمات المزاج العصبية لديكِ.
- هرمون البرولاكتين. هو هرمون آخر يتزايد خلال فترة الحمل ويبقى مرتفعاً بعد الولادة. ودوره الأساسي هو تحفيز إنتاج الحليب للرضاعة الطبيعية. حيث إذا كنتي تخططين لرضاعة طفلك، سيستمر جسمك بأنتاج البرولاكتين بمستويات عالية.
- هرمون أكسيتوسين. غالبا ما يطلق عليه "هرمون الحب" لأنه يعزز شعور الرابطة بين الأم والطفل. كما يساعد أيضاً على إفراز الحليب أثناء الرضاعة.
3- التغيرات العاطفية بعد الولادة
التغيرات العاطفية جزء طبيعي ومتوقع في فترة بعد الولادة. حيث تمر الأمهات الجدد أيضاً بمجموعة من التغييرات العاطفية أثناء تكيفهن مع دورهن الجديد كأمهات. لكن من المهم على الأمهات الجدد أستيعاب ومعالجة هذه المشاعر. واليكي بعض التغييرات العاطفية الشائعة بعد الولادة الطبيعية وبعض النصائح لرعاية النفس خلال هذه الفترة:
1. هبوط مزاج بعد الولادة: من الطبيعي أن تتعرض الأمهات الجدد لاختلاف في المزاج، ونوبات البكاء، والقلق، وعدم الاستقرار خلال أول الأسبوعين بعد الولادة. ويعرف هذا بـ "هبوط مزاج بعد الولادة" ويحدث بسبب اختلافات الهرمونات والإجهاد من الولادة.
للتعاملي مع هذه التغييرات العاطفية، تأكدي من الحصول على قدر كافٍ من الراحة وتناول وجبات متوازنة وطلب المساعدة عند الحاجة. كما يمكن أن يساعدك الحديث مع شخص في إفراغ مشاعرك. {alertInfo}
2. اكتئاب بعد الولادة: بينما العديد يتعرضون لهبوط مزاج بعد الولادة، فإن بعضهن قد يتطور لديهم ويصبح اكتئاب بعد الولادة والذي يحتاج إلى علاج. وتشمل أعراضه:
- الشعور المكثف بالحزن أو اليأس.
- عدم الاهتمام بالأنشطة.
- صعوبة ربط الأمومة.
- أفكار الأذى الذاتي أو إيذاء الطفل.
إذا أحسستي أنك تعانين من اكتئاب بعد الولادة، فمن المهم استشارة طبيب فوراً. ولا تترددي في الاستعانة بدعم الأصدقاء والأحباء خلال هذه الفترة الحساسة. {alertError}
نصائح للعناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية
 |
| نصائح للعناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية |
الفترة التي تستمر حوالي ستة أسابيع بعد الولادة يمكن أن تكون مرحلة صعبة بالنسبة للأمهات الجدد. وخلال هذه الفترة، من المهم العناية بنفسك عقلياً وبدنياً. واليكي بعض النصائح للعناية بالجسم خلال فترة بعد الولادة:
الراحة قدر المستطاع: من أهم الأشياء التي يمكنك فعلها لجسمك هي الراحة. فالحمل والولادة يتعباً الجسم، لذا من المهم منح نفسك الوقت للتعافي. لذا أستغلي فترات النوم الطفلك في النوم، أو طلب المساعدة من اصدقاء وعائلتك لتريحي نفسك.
تناول وجبات غذائية الصحية : يحتاج جسمك للتغذية الصحيحة بعد الولادة للشفاء بشكل صحيح وإنتاج الحليب في حال الرضاعة الطبيعية. لذا ركزي على تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات مثل البروتينات الخالية من الدهون، الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والدهون الصحية مثل الأفوكادو والمكسرات. وتجنبي الأطعمة المصنعة والأطعمة الحلوة التي تشعرك بالخمول بعد تناولها.
شرب الماء: شرب الماء يعد أمر حيوي بالنسبة للجميع، إلا أن أهميته تزداد خلال فترة بعد الولادة. لذا تيقني من توافر قارورة من الماء بجوارك دائماً، وحاولي شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب ماء يومياً.
1- الراحة والشفاء بعد الولادة
بعد الولادة، يمر الجسم بتغييرات كبيرة ويحتاج وقتاً للشفاء والتعافي. لذا الراحة والتعافي من العناصر أساسية في العناية بعد الولادة، حيث يسمح لكي هذه العناصر بإعادة شحن طاقتك بدنياً وعاطفياً وعقلياً.
في هذا القسم، سنتناول أهمية الراحة والتعافي بعد الولادة الطبيعية، إلى جانب بعض النصائح المفيدة لرعاية نفسك خلال هذه المرحلة الحرجة.
لماذا تعد الراحة والتعافي أمراً مهماً؟
الولادة الطبيعية عملية مجهدة جسدياً يمكن أن تجعل جسمك مرهقاً. كما أن أثناء المخاض والولادة، تنقبض عضلاتك وتتمتد وتدفع الطفل خارج الرحم، مما يمكن أن يسبب هذا النشاط البدني الشاق ضغطاً على عضلات الحوض والعضلات البطنية والمنطقة بين المهبل والشرج، وأجزاء أخرى من الجسم.
كما يمكن للتغيرات الهرمونية خلال الحمل أن يجعلك تشعرين بالتعب حتى قبل بدء المخاض. وحتى بعد الولادة، حيث تستغرق الهرمونات وقتا للعودة إلى مستوياتها قبل الحمل. وهذا التقلب الهرموني مع نقص النوم بسبب العناية بالطفل يمكن أن يجعلك تشعرين بالتعب الشديد.
لذا من المهم جداً أن تكون الراحة والتعافي في قائمة نشاطاتك بعد الولادة الطبيعية لتتيحي لجسمك الفرصة للشفاء بشكل صحيح.
نصائح للراحة بشكل صحيح بعد الولادة
- استمعي لجسمك: الخطوة الأولى هي استماعك لإشارات جسمك. إذا شعرت بالتعب أو الألم بعد نشاط أو جلسة إرضاع، استريحي أو اطلبي مساعدة من أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
- النوم في وقت نوم الطفل: يحتاج الأطفال الرضع للنوم بشكل متكرر، لذا حاولي الاستفادة من فترات نومهم للنوم أنتي أيضاً حتى تتمكني من الراحة الكافية.
- تقليل أعمال المنزل: ننصحبك بتخففي من الأعمال المنزلية ولا تحاولي القيام بها بمفردك. واطلبي المساعدة من الأقارب.
- التغذية السليمة: تناولي وجبات متوازنة غنية بالعناصر الغذائية لضمان راحتك وتزويد جسمك بالطاقة.
2- التغذية والتهيد بعد الولادة
تعد التغذية والتهيد من العناصر الأساسية في العناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية. حيث خلال فترة الحمل، يمر الجسم بتغيرات كبيرة لاستيعاب نمو وتطور طفلك. ومن الشائع أن تكتسب النساء وزناً خلال هذه الفترة. ولكن بعد الولادة، من الطبيعي أن يبقى ذلك الوزن. لذا ننصحك بالتركيز على توفير التغذية الصحيحة لجسمك بدلاً من محاولة فقدان الوزن.
كما ننصحك ايضاً بتناول نظام غذائي متوازن يحتوي على أطعمة غنية بالمغذيات التي توفر الطاقة الازمة، لذا تأكدي من تضمين كميات كافية من البروتينات الخالية من الدسم، الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضروات، والدهون الصحية في وجباتك. حيث ستوفر هذه الأطعمة لك الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الحديد والكالسيوم وحمض الفوليك وأحماض أوميغا 3 الضرورية للتعافي بعد الولادة.
3- التمارين الرياضية الخفيفة
تعد التمارين الرياضية الخفيفة جزئاً مهماً من العناية بالجسم بعد الولادة، حيث أنها قد تساعد الأمهات الجدد على استعادة قوتهن ومرونتهن، وتحسين حالتهن المزاجية والعامة.
ملاحظة: من المهم التمرن بحذر خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة الطبيعية، حيث يحتاج الجسم لفترة للشفاء والتعافي. {alertError}
التمرينات الموصى بها للنساء بعد الولادة قد تختلف حسب الظروف الفردية مثل نوع الولادة وأي مضاعفات أثناء الولادة والصحة العامة. ولكن بشكل عام نوصي بالتمرينات الخفيفة التي تركز على إعادة بناء قوة الجسم وعضلات الحوض مثل:
- تمرين كيجل.
- الانبساط لحوض الأرحام.
- التمارين الخفيفة للعضلات البطنية مثل الرفع بالحوض أو انزلاق الساقين.
4- إجراءات العناية بالبشرة بعد الولادة
خلال فترة الحمل، تتقلب الهرمونات في الجسم، مما قد يؤدي إلى تغييرات في البشرة. وقد تستمر هذه التقلبات الهرمونية بعد الولادة ويمكن أن تؤثر على مظهر ونسيج البشرة. لذلك من الأساسي وضع إجراءات عناية بالبشرة بعد الولادة للتعامل مع هذه التغيرات وتعزز صحة البشرة:
- التنظيف المنتظم: يجب أن تبدئي إجراءات العناية اليومية بالبشرة بتنظيف وجهك مرتين يومياً – صباحاً ومساء.
- الترطيب: تلعب عملية الترطيب دوراً مهماً في الحفاظ على تغذية بشرتك. لذا بعد غسل وجهك أو الاستحمام، تأكدي من وضع كريم مرطب رقيق على بشرتك مرتين يومياً على الأقل.
- واقية الشمس: حماية البشرة من أشعة الشمس خلال فترة بعد الولادة أمر مهم. حتى في الأيام الغير حارة، لذا تأكدي من ارتداء القبعة عند الخروج وأستخدام الواقي الشمسي ذي عامل الحماية SPF30 على الأقل.
- انتظري قبل استخدام المنتجات الجديدة: خلال فترة التعافي، أحرصي على تجنب استخدام أي منتجات جديدة على بشرتك لتجنب حدوث التهابات أو تحسس. واعتمدي على المواد الهادئة والغير المُحرضة فقط حتى يتعافى جلدك بالكامل.